تعرّف على التركيبة النفسية للمتحرّش والمتحرش بها!!
بما انها قد انتشرت بطريقه مرضيه في مجتمعنا فكان من الضروري مناقشتها بصوره اعمق وفهم الدوافع النفسيه للطرفين
ولا: المتحرّش:
قد يكون المتحرش من النوع السادي الذي لا يستمتع بالعلاقات الجنسية العادية، وإنما يسعده أن يأخذ ما يريده من الطرف الآخر بقدر من العنف والإجبار والقهر، أو يكون من النوع الاستعراضي الذي يجد متعته في استعراض أعضائه التناسلية أمام الضحية، ويستمتع بنظرة الدهشة والاستغراب والخوف على وجه من يراه، وكثير منهم تحدث له النشوة ويقذف لمجرد حدوث هذه الأشياء، وهناك النوع التحككي الذي يجد متعته في الالتصاق بالضحية في الزحام والتحكّك بها حتى يصل إلى حالة النشوة والقذف.
أما النوع الهستيري فيغلب وجوده في النساء، حيث تتحرش المرأة الهستيرية بالإغواء والإغراء للرجل الضحية لفظيا وجسديا، حتى إذا تحرّك نحوها صرخت واستغاثت بمن حولها؛ لإنقاذها من هذا الحيوان الذي يريد اغتصابها، والشخصية الهستيرية تفتقر للثقة بنفسها، لذلك تسعى للإغواء والإيقاع بالضحية لكي تطمئن على قدرتها على ذلك، ثم تتعمد توسيع الدائرة لكي يعلم عدد من الناس كم هي مرغوبة ومطلوبة وكم هي جذابة لدرجة تُخرج الناس عن طورهم.
كل النماذج السابقة تعتبر نماذج مرَضية مضطربة، والتحرّش لا يقتصر على تلك النماذج، بل يمكن أن يحدث من أشخاص عاديين في ظروف تشجّعهم على ذلك، وهذا ما نسمّيه “التحرش العرضي” أو “التحرش الموقفي”، بمعنى أنه سلوك عارض في حياة الشخص أو سلوك ارتبط بموقف معين وليس بالضرورة أن يتكرر، على عكس التحرش المرَضي الذي سبق وفصلناه، ففيه الفرصة للتكرار؛ لأن وراءه دوافع متجددة تدفع الشخص للتورط فيه من آن لآخر.
وكون التحرش مدفوعا باضطرابات مرَضية لا يعفي صاحبه من المسئولية كما قد يظن البعض أو يتخوّف، وإنما ربما يفسّر لنا ما يحدث وينبهنا لإمكانية تكرار حدوثه، وربما فقط يخفف العقوبة في بعض الظروف.
ثانيا: المتحرَّش بها:
قد يكون التحرش حدثا عرضيا أو موقفيا بمعنى أنه يحدث في ظروف معينة وأنها لا تقوم بسلوكيات مقصودة أو غير مقصودة تدفع لتكرار التحرّش. أما القابلية لحدوث التحرش وتكراره فتكون أكثر في الشخصيات الهستيرية والتي تقوم بالإغواء كما ذكرنا لتثبت لنفسها أولا وللآخرين كم أنها جذابة ومرغوبة، وهي لذلك تحرص على التشهير بمن تحرش بها، على الرغم من أنها لعبت دورا أساسيا في حدوث التحرش فهي جانية ومجني عليها في ذات الوقت، وهذه الشخصيات لديها تاريخ طويل في تحرش الناس بها فتحكي أن والدها قد تحرش بها وكذلك أخوها الأكبر وزميلها في المدرسة ومدرّسها الخصوصي والطبيب الذي يعالجها ورئيسها في العمل… وكأن الرجال كلهم يتحرشون بها؛ لفرط جمالها وجاذبيتها، على الرغم من أن الشخصية الهستيرية تعاني في داخلها البرود العاطفي والجنسي، لذلك تحاول أن تعوّض ذلك بسلوك إغوائي.
وهناك الشخصية السيكوباتية التي تدفع الآخرين للتحرش بها بهدف ابتزازهم وتحقيق مصالح معينة من هذا الابتزاز، وقد يحدث هذا في مجالات السياسة أو مجالات الجاسوسية أو في وسط رجال الأعمال.
أما الشخصية الماسوشية فهي تستمتع بالإهانة والإذلال والعنف الذي يمارسه المتحرش ضدها، فلديها إحساس عميق بالذنب والانحطاط وانعدام القيمة، وأنها جديرة بالقهر والإذلال والامتهان، وهي تشعر بالراحة حين يمارَس ضدها أي عنف جنسي أو جسدي، وهي لا تميل إلى الشكوى أو التشهير بالمتحرش (كما تفعل الشخصية الهستيرية) وإنما تكتفي بما تحصل عليه من إهانة وقهر وإذلال.
0 التعليقات :
إرسال تعليق